Voir cette Page en FrançaisHiwar avec nous!Page D Accueil
 حياتي المسيحية  يسوع المسيح  الكتاب المقدس  الإنجيل  سماعي بالدارجة  مواضيع مختلفة  الملتقى  مواقعنا المفضلة
 
 

الصفحة السابقة

 

قصة حياتي
 
انا فتاة مغربية ولدت في بيت مغربي مسلم. عندي أخ وثلاث أخوات وأنا أكبرهم. عشت حياة الطفولة في جو مضطرب مما سبب لي الشعور بعدم الاستقرار والضياع. فلم أكن استطع أن أضمن أي شيء؛ أذكر أحيانا قليلة فقط توفّر فيها حنان الأب والأم. وأما في معظم الأوقات لم يكن هناك جو من الراحة النفسية في البيت.

وجاء يوم فيه ذهب أبي الى الحج. كنت مازلت صغيرة في العمر. وعندما عاد بدا لي وكأنه شخص آخر، وأذكر أنني كنت أقول في نفسي هذا ليس أبي، إنه يشبهه في ظاهريا فقط، ولكنه ليس نفس الأب. لقد تبدّل وأصبح أكثر قساوة معنا، وبدأ يتردد في السماح لي ولأخواتي أن نخرج حتى ولو في صبحته. ليس هذا فحسب بل ابتدأ بقمعنا وكان هذا يزداد تدريجيا. ربما كان يظن أنه بهذه الطريقة يحمينا من القيام بما يُغضب الله. ولكنه لم يكن يدرك لأي مدى كانت تلك المعاملة تؤذينا. لم يعد هناك نقاش طبيعي في البيت إنما اقتصر الأمر على إعطاء أوامر والعقاب إن لم تنفّذ. وبدأ الخوف يملأ قلوبنا ويملي تصرفاتنا ولم يكن هناك وسيلة نعرف بها ماهي أغلاطنا بل كل شيء نقوم به كان يبدو خطأ. فتحولت العلاقة من علاقة حنان -حتى ولو كان جزيء - الى علاقة خوف وواجبات فقط. بدأنا نهاب ونخشى وجود أبي في البيت. وكنا كلما خرج نتمنى أن تطيل غيبته.

كان أيضا يأمرنا بأن نصلي ونقرأ القرآن. وإن عصينا أمره كان يعاقبنا بالضرب. وكان أيضا يقول لنا أنه إن لم نصلي ونرتدي الحجاب سوف نذهب الى جهنم ونتعذب. وهذا ما جعل حتى علاقتي بالله علاقة خوف خالية من أي محبة، بل علاقة بعيدة جداً. كنت أعرف عقلياً بأن الله هو إله قوي جبار، قادر على المعجزات ورحوم. ومع أنني كنت أحاول إرضاءه وإرضاء أبي إلا أن كل محاولاتي كانت تبدو فاشلة. لم يكن هناك ما يدفعني من أعماق قلبي لأن أعبد الله بل دوافعي كانت سطحية خالية من المحبة.

ثم وصلت فترة المراهقة وبدأ الصراع. صراع داخلي أثّر على كل تصرفاتي وعلاقاتي مع العائلة وغيرها من الناس. لم أجد أذُن صاغية تسمعني أو شخص أستطيع اللجوء إليه. أصبح العنف هو وسيلتي للتواصل. وهكذا ازدادت علاقتي بالعائلة، وخاصة بأبي، سوءاً. كانت تمضي أيام وأيام من دون أن أوجه إليه أي كلمة أو حتى سلام. وإذ كانت أمي تعيش تحت ثقل الخوف والتهديد بالانفصال منه إن لم تَطِعْ هي أيضا، لم يكن بإمكانها أن تقف بجانبي. وتعذّر علي الوصول الى الله أيضا فقد بدا لي حتى أبعد من قبل.

دفعني هذا الفراغ للبحث عن وجودي بمختلف الطرق. كانت هذه الفترة من حياتي مؤلمة. كنت في ضياع وعدم قبول لنفسي فحاولت أن أتقنّص أي شخصية تعجبني لأشعر بالرضى. وفشلت في العثور على ذاتي. بعد فترة بدأت أحاول أن أبحث عن الله فكنت أذهب للمسجد لأصلي ولكن حتى هناك لم أنجح في العثور عليه. إلا أن إحساسا غريبا بدأ يتغلغل في أعماقي وكأن هناك شيء ما يقول لي بأن لي أب آخر في مكان ما. وكلما ازدادت علاقتي بأبي سوءا كنت أحس بهذا الشعور من جديد. لم أكن أفهم كل هذا إلا أنني أعرف أنه كان صوت في داخلي.

فبدأت أرتدي الحجاب رغبة في علاقة حية حقيقة مع الله. وكنت أحاول أن أعدل نفسي وأخلاقي حسب ما كنت أظن الله يريد. ولكنني لم أستطع الاستمرار في هذا الطريق إذ لم أجد هذه العلاقة ولم أستطع التواصل معه.

وفي يوم من الأيام دفعتي الصدفة، أو الرحمة الإلهية – لا أدري – لأن أعرف شخصا قال بأنه مسيحي. لم أتقبل الأمر في البداية أبداَ، فكل حياتي سمعت بأن من هو ليس مسلم هو كافر. كنت أتأسف لأجل المسيحيين، على الرغم من أني أنا نفسي لم أكن مسلمة كما ينبغي. فبدأت أحاول تغيير ذلك الشخص الذي وعدني أن يصبح مسلما إن نجحت في إقناعه. فكان لا بد لي أن أعرف عن إيمانه لأستطيع أن أوضح له الفرق الشاسع بين الدينين، وكيف يتفوّق الاسلام على المسيحية. وهنا بدأت خطة الله تغيير مسار حياتي. وعندما اكتشفت بما يؤمن به ذلك الشخص اكتشفت أن معرفتي السابقة عن المسيحيين لم تكن أبدا مشابهة لحقيقة إيمانهم. كانت معرفتي عنهم مأخوذة مما يقوله المسلمين، وانصدمت إذ أن تلك المعرفة لم تكن صحيحة أو مطابقة. فبدأت نظرتي تتغير شيئاَ فشيئاَ. وتحولت من مهاجمة الى ساعية نحو اكتشاف الحقيقة. أردت فعلاً أن أعرف الحقيقة. من هو الله؟ هل هو إله المسلمين أم المسيحيين؟ هل هناك ديانة أخرى هي الطريق الحق وإله الحق الذي ينبغي أن نعبد؟ أين هو الله؟ أردت أن أكتشف بنفسي ولنفسي، فحصلت على الكتاب المقدس وبدأت قراءته، هكذا بدأ تصحيح المعلومات في عقلي. أين كان كل هذا مخفي عني؟ ولماذا؟

وفجأة عاد ذلك الصوت الداخلي يصرخ في أعماقي. وتساؤلات كثيرة كانت تتراوح في أعماقي وخاصة موضوع الثالوث، ولكن ذلك الصوت من أعماقي كان يحثني على الايمان فقط. كان الصراع قوي، وكم من مرة تسائلت أهذا هو صوت الله يناديني؟ وكان يصحب هذا الصوت شعور عميق بسلام وطمأنينة لم أشعر بهما أو أختبرتهما قط من قبل. فكيف يكون هذا الصوت من الشيطان وفيه راحة لنفسي! وهنا عرفت بل تيقنت بأنه صوت الله ينادي ويبحث عني رغم شكوكي. وكانت هذه خطوة إيماني الأولى. وبدأت مسيرة حياة جيدة تفيض محبة لله الآب الذي أحبني ولم يتركني أهلك في تيار جارف وعاطفة مدمرة ومتعصبة بدون معرفة.

بدأت حياتي وقلبي يتغيرا ومعرفتي بالله تزداد. أكتشفت محبته للعالم أجمع حتى الخطاة وهذا ما مس قلبي وكسر حواجز الخوف. حتى علاقتي بنفسي وبالآخرين بدأت تتغير وتشفى من تأثيرات الماضي. قد لا تكون ظروفي قد تغيرت أما قلبي وعقلي فتغيرا، وسلام كنهر بدأ يجري في حياتي منبعه علاقة حية حقيقية مع إله حي أتكلم معه في كل وقت وفي أي مكان. أشكي له همومي وهو يشفي آلامي ويرشدني نحو الصواب.

 

الصفحة السابقة

 
 
أريد أن أعبر عن رأي
 
 
يمكنك أن تكتب لنا با للغة العربية, بالإنجليزية, الفرنسية أو المازيغية - hiwar@hiwarmaroc.com