Lire Cette page en Arabe Hiwar avec nous! Page Accueil
   Jésus    La Bible   L'Evangile      Audio    Ma vie Chrétienne    Etudes Bibliques  Forum Hiwarmaroc  Sujets Divers
 
 
Page précédente
 
الحكم العادل
 

وقفت قدام النافذة تراقب المطر العزيز تجود به السماء بدون قياس. وكأن عيناها قد احتزتا قدوة السماء فكانتا أيضا تجودان بدموع غزيرة تنساب على وجنتيها بسرعة وكأنها تتنافس مع قطرات المطر. ولكن علاما تبكي السماء، أعلى حزنها وخوفها، أم على شرها وحقدها ؟

وتضاربت الأفكار في رأسها وتشابكت، فاختلط المنطق و الجدال ولم تعد تقوى على فهم أي شيء… إنها لا تدري كيف أوصلها غضبها الى هذا المكان. الى السجن! أهذا كابوس أم أنه الحقيقة؟

وكيف توقف دموعها الغزيرة عن السيلان؟ لم تكن تدري أنه يمكن لعينين أن تبكيا الى هذا المقدار. وهذا الضمير المسحوق في داخلها كيف تجد له دواء؟ أهناك عزاء، أعذر، أم شفاء؟ وكيف تواجه الناس، العائلة، الأصدقاء، الغرباء؟ هل من حياة بعد اليوم؟ يكاد قلبها ينفجر!

قبل أن ترتكب الجريمة كانت هي المظلومة والمشفوق عليها. كل من كان يعرف وضعها وحياتها – إن كانت تلك تسمى بحياة – كان يتفق معها ويقف بجانبها … ولو من بعيد. نعم الكثيرون والأغلبية كانت تعرف بأن رجلها كان يظلمها ويخونها ويعاملها كغريبة بل بالأقرب الى معاملته للحيوان منها لانسان… . الكثيرون كانوا يقولون بأنه عليها أن تشتكي عليه في المحاكم. ولكن الخوف وعدم الثقة بالنفس كبّلاها ومنعاها طيلة هذه السنين!

بعيون غارقة بدموع ساخنة بدأت من جديد تتفحص البقع الزرقاء التي رقطت ذراعيها ورجليها. رفعت يدها ولمست شفتيها المتورمتين والداميتين وعينها التي بلا شك مكللة بهلال أقربه للسواد من الزراق. وهزت رأسها بعنف تريد أن تتخلص من الذكرى… ذكراه وهو ينهال عليها بكل قواه لطما وضربا… ماذا كانت قد فعلت هذه المرة؟؟ كانت قد فتحت النافذة وأطلت منها لتتنفس بعض النسمات النقية إذ كانت الوحدة قد أثقلت قلبها المهجور وما استطاعت أن تحتمل…

بعد تلك اللطمات كانت قد بقيت المساء كله متراكمة على الأرض حيث تركها، تتألم من أعلى الرأس الى القدمين، تبكي بصمت، وترتجف كلما اجتاز نحوها في المنزل خائفة من لطمة أخرى من رجله. قلبها يتعصر على حالها وهي تفكر كيف ستستطيع أن تنظر إليه مرة أخرى؟ أن تخدمه، أن تطعمه؟ أن تبقى هكذا وحيدة؟ كيف يمكنها أن تحمد الله على كل شيء؟ و الله ؟ من هو هذا الإله؟ لم تعد تفهم. أين هو؟ ما نوع محبته؟ كيف يسيّر أمور خليقته؟ ولماذا يسمح بكل هذا؟؟

أما زوجها فقد كان قد غلبه النعاس منذ ساعات عديدة! كيف نعس ضميره؟ كيف استطاع أن يغمض عينه وهي مازالت الدماء تسيل من شفتيها المرتجفتين وعينها الباكية ؟

وبدون أي سابق تصميم وقبل حلول الفجر بدقائق دخلت المطبخ وعادت الى حيث كان ينعم بنعاس عميق وبيديها المرتجفتين المصرتين أغرقت أكبر سكين وجدته في قلبه… يا ترى أيتمكن السكين من أن يخترق ذلك القلب القاسي الذي لم تر فيه أثرا للرحمة أو اللطف يوما!

لم تكن قد خططت لذلك الفعل الشنيع. بل دفعها إليه شعور بالكره والغضب غمرا كيانها… شعور بالخوف، بالخوف من يوم آخر بدأت شمسه وهي على وشك البزوع. فهل لم تعد تقدر أن تحتمل نهار آخر تحت سقف واحد مع هذا الانسـ… لم تقدر أن تسميه " إنسان " فلم تذق منه طعم الانسانية يوما… فقد طفح الكيل.

أما هو فكان قبلا يتبع الدين فيطبقه دون القلب أو حتى الفكر… كان متدينا يقوم بكل الشرائع والفرائض … فمن يستطيع أن يقف ضده؟ كان يراه الناس يقوم بكامل الطقوس والأعمال الحسنة وكل ما يمكن لانسان أن يقوم به من أجل الدين؟ ولعله كان السبب الذي جعل الكثيرون يصمتون عن شراسته؟! فهو كان يستغفر الله يوميا بأعمال كانت متوجبة عليه!

وفي عمق الخوف والحيرة أضاءت فكرة في عقلها. فطلبت أن ترَ والدتها- التي لم ترها منذ يوم زفافها. وعندما جاءت السيدة طلبت منها ابنتها أن تبيع لها كل مجوهراتها وتعطيها لشخص فقير محتاج. وكان لسان حالها يقول: نعم، هذا هو الحل! هذا هو الحل! لقد كان رجلها يقوم بأعمال يقول عنها الناس بأنها حسنة، وكان ذلك حتما حتى لا يعيش عقدة الشعور بالذنب، وليغفر له الله شره وقساوته. نعم هذا ما سوف ينقذها هي أيضا. إن قاس الله جريمتها مع كل أعمالها الحسنة وصبرها الآن، حتما سيسمح القاضي لها ويطلق سراحها. نعم بدأ أول شعاع بسيط من الأمل يدب في قلبها..

وحان موعد الحكم ومثلت أمام القاضي مرتعبة تتمنى لو انشقت الأرض وابتلعتها. لماذا بدأ الخوف يملأ أرجاء كيانها من جديد؟ لماذا لم تستطع أن تثق بذلك الأمل الذي كان قد زارها أمساً؟ علاما أسست رجاءها وحياتها، وكيف تلاشى ذلك الآساس الآن وفجأة ! كانت تفحص قلبها لترى شعاع أملا ما ولكنها لم تر إلا ظلاما باردا وفراغا مخيفا. وما أن وقف القاضي ليقرأ الحكم لحتى انهالت هي فاقدة الوعي أما الباقين في المحكمة فسمعوا حكمه يدينها ب خمسة عشرة سنة في السجن.

أخي ، أختي ، هل كان القاضي غير عادل في حكمه؟؟ هل أعمال السيدة الحسنة صبرها وتضحيتها قدرت أن تنقذها من حكمه؟؟ لماذا لا؟ لو كان القاضي قد سامح تلك المرأة أكان أهل الزوج قد نالوا العدل؟ وماذا عن تلك المرأة المسكينة البائسة وكل ما كانت تمر به؟ وهل الله فعلا كان يرضى بأعمال زوجها الحسنة وقلبه عامر بالشر؟ هل تعتقدوا بأن حسناته يستطيع أن تمحي شروره؟؟

وماذا عنا نحن؟ ماذا عن الحقد، الشر، الزنى، الكراهية، النميمة، الكذب، السرقة، الكلام القبيح، الفكر الشرير، وسوء الظن… كل هذه ذنوب وخطايا يكرهها الله وغالبا لا نمثل في المحاكم بسببها… فهل تستطيع حسناتنا أن تمحيها؟ ما هو الحل إذا؟


أخي، أختي لو أردت أن تعرف ماذا تقول المسيحية عن هذا وما هو الحل الذي أوجده المسيح أكتب لنا وسنجيبك بكل فرح.

 
Page précédente
 
 
Je veux faire commentaire > Forum Hiwarmaroc
 
Ecrivez-nous en français ou en arabe  - hiwar@hiwarmaroc.com