لماذا يسمى المسيح مخلصا؟؟

"لأن ابن الانسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك". هذا هو مفهوم الرسالة المسيحية. إن مجيء يسوع المسيح الى العالم كان تدبير الله لفداء الانسان الضال. فالكتاب المقدس يوضح عجز الانسان عن أن يخلص نفسه.

إن رسالة المسيحية هي خلاص الانسان وفداءه. ولهذا فهي تختلف عن الديانات التي تركز على المثاليات العليا في الحياة والتي تبين للانسان كيف يجب أن يسلك والعقوبة التي تنتظره إن فشل وأخطأ، ولكنها لا تزوده بالقوة اللازمة كي يحيا حياتا منتصرة على الخطية. أما المسيح فقد أتى الى جميع الناس الى كل شعب في كل مكان برسالة الخلاص. وهو يقول للانسان: على الرغم من تلوثك بالذنوب والخطايا فيمكنك أن تصير طاهرا. كيف يحصل هذا؟

إن الخطية هي عصيان الله. والخطية هي خطيرة جدا لأنها لا ترضي الله بل يكره الله الخطية ولا يمكن للخاطئ أن يأتي الى محضره. ويقول الكتاب المقدس: "أجرة الخطية هي ا لموت". وهذا يعني الموت الروحي والانفصال عن الله للأبد. آدم وحواء عصيا الله فدخل الخوف والخجل والشعور بالذنب والضرد من الجنة لحياتهما. ومن ذلك اليوم دخلت الخطية الى طبيعة الانسان. فكلنا خطاة. أما الله فهو محبة ولم يترك الانسان بلا حل وبلا خلاص. بل قدم للانسان الحل الوافي والشافي. إن المسيح القدوس الطاهر الكامل الذي تخبر عنه الكتب المقدسة بأنه وحده بلا عيب أو خطية، هو قام بتقديم الفداء. مات هو على الصليب دافعا لله العادل أجرة خطيتي وخطيتك. فإن قبلت موته هذا عنك وقبلت عطيته وهذه النعمة منه تنال خلاص الله. لن يعد الله يحاسبك أنت على خطاياك إذ أن عدالته قد أرضاها موت المسيح عنك. هذا ما يحصل في البدء حيث تتصالح مع الله. ثم وبقوة إلهية يدخل المسيح بنوره وسلامه لقلبك ويملأك بسلام عجيب ويغير بمعجزة إلهية حياتك وقلبك فتصبح إنسانا جديدا، ويغير الله بقدرته هو قلبك فيعطيك قلب جديد يحب الخير ويكره الشر والغضب. هذا القلب الجديد يصبح سكنى لروح قدوس من الله تنبع فيك حياة جديدة وأهداف جديدة وخير وكرامة وسلام ومحبة للغير وتسامح وفرح وصبر وايمان وتعفف ووداعة ولطف… وتصبح عيناك منورتين ويشع فيك نور يعكس ما صنعه الله في حياتك.

هذا ما حصل في حياتي وحياة الكثيرين. فما هي رسالة الانجيل لنا ؟ علما بأن كلمة انجيل تعني : الخبر السار. رسالته لنا هي أن المسيح يسوع قد جاء ليكون مخلصا للبشرية جمعاء لكل انسان يؤمن ويثق به ويقبله. ولهذا عند ميلاده المعجزي من عذراء أخبر الملاك رعاة يحرسون قطعانهم ليلا، قائلا: " لا تخافوا، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب. إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب." الانجيل بحسب لوقا 2 : 10 و 11.