قال السيد المسيح: "إن شاء أحد أن يعمل مشيئته (أي مشيئة الله), يعرف التعليم أولا هل هو من الله أم أتكلم أنا من نفسي".الانجيل بحسب يوحنا 7: 17
أخي و أختي،
إلى كل الحيارى ومن يتساءل أسئلة كهذه: من أنا؟ ماذا أفعل هنا؟ ماذا بعد الموت؟ أين أمضي بعد أن أموت؟؟ إليكم جميعا نعمة وسلام من الله. آمين
عندما ننظر الى الكتاب ومشاهير العلماء والباحثين والتاريخيين نرى أن كتاباتهم المشهورة هي شيء وحياتهم كانت شيء آخر. أو بكلمات أخرى هناك فرق كبير بين ما ينادي به هؤلاء ويدافعون عنه وبين ما يعيشونه فعلا في حياتهم. ويتضح هذا بعد رحيلهم حيث نرى أن سيرة حياة المشهور من الناس تكشف حياة لم تكن مطابقة لأقواله. إنني أعيش هذا لذلك أدركه. إن الناس قد فقدوا الثقة في كل شيء لأنهم اختبروا هذا التناقض… إنني لست أدين أحد إذ أنني عشت هذا التناقض قبلا.
إن البشرية ضعيفة ومعوقة روحيا ولا تملك القدرة على فعل الصلاح. إننا نحب الخير ولكننا نفعل الشر وما لا نريد أن نعمله. ترانا نخطط للصلاح ولكن لا إرادة لنا لفعل ذلك. كما يقول الكتاب المقدس: "لأني لست أفعل الصالح الذي أريده بل الشر الذي لست أريده فإياه أفعل.". رومية 7: 19 فكلنا نشكو من نفس الاعاقة نتيجة ذنوبنا وخطايانا. أتمنى أنكم تفهمون قصدي جيدا.
لم أكن يوما أحب أن أتحدث عن حياتي تفاديا للأحكام السريعة… ولكن سوف أحاول هنا أن أفتح قلبي علني أجد صدى في قلب ما، ولربما كان هناك باحث يمر بما كنت قد مررت به فأستطيع أن أقودك في رحلة تتعرف فيها على ما تعلمته… فلن أنزوي ولن أرتدي قناعا ما بل بكل صراحة ووضوح إنني شخص مؤمن مسيحي مغربي أمازيغي. كانت الأسئلة قد أرهقتني. أسئلة كتلك التي ذكرتها في مقدمة هذه الرسالة فيها ما يبحث عن مصيرى ككل انسان يحب نفسه ويخاف عليها… ومن بين أتعابي أخذتني نعمة الله ( أقول نعمته لأني لم ولن ولا أستطيع بنفسي أن أستحق ما فعله لأجلي) نعم أخذتني نعمته عبر خطة رسمها هو لي من غير دراية لي بها وبينما أن في جهل تام لكل هذا بدأت أقرأ الانجيل المقدس بالمراسلة كأي شاب يهوى المراسلة ولكن يبحث عن أهداف أخرى أثق أنكم تعرفونها… ولكن الحق أدركني وأنا في وسط الطريق… عندها أدركت بعون الله أن ذنبي أعظم مما كنت أظن وليس هناك ما أستطيع أنا أن أعمله لأمحيه. ولكن الله أرسل كلمته فتجسد بالمسيح وصار إنسان مثلي وهكذا استطاع أن يحل مكاني على الصليب دافعا ثمن ذنوبي أنا وأخطائي أنا. أحد الأشياء التي لمستني في المسيح هي أنه الوحيد في تاريخ البشرية الذي عاش كما علم وعلّم كما عاش حياة مقدسة كاملة في نور الله جل جلاله.. بل وكان هو النور الذي جاء الى العالم.
لقد تحمل المسيح بكامل اختياره هو - ومن دافع محبته الكاملة لنا وعدالة الله الكاملة - آلام الصليب والموت وبعد ذلك قام منتصرا على الموت وعلى قوة الخطية التي تفصل الانسان عن الله. ولكنه حطم قوتها وأبطل مفعولها إذ أوفى العدالة الإلهية في مكاني ومكانك، وهكذا كان هو الجسر، والنافذة، والباب، والطريق، والحياة. فالخطية التي أجرتها الموت - لن تفصل من يثق ويقبل موت المسيح الكفاري - عن الله. لقد أظهر لنا المسيح في كل شيء إلها عظيما في كل صفاته قدوس.
وما يدعو للعجب هو أن مجتمعنا الاسلامي رغم إيمانه بالكفارة وكونه على علم بهذه الوسيلة الإلهية إلا أنه يعارض الصليب!!
ولكنني عندما علمت هذه الأمور التي جهلتها من قبل قبلت، بفرح عظيم وسلام قلبي لا يوصف، غفران الله اللامشروط. ودخل الرب يسوع المسيح حياتي وولدت بروحه الطاهر من جديد. وكل من يعرفني لاحظ تغيير حياتي ولسان حالهم يقول: إنه انسان جديد! لا لم يتغير لوني ولا اسمي ولا لغتي… بل تغير قلبي وميولي ودوافعي وأهدافي وتفكيري… وملأني المسيح بسلام لا يمكن أن أصفه… سلام ينبع من يقيني بأن خطاياي قد غفرت إذ أنه هو، له كل المجد، كان قد نال القصاص بدلي فحررني من العقاب الإلهي الذي أستحقه. وكل ما حصل في حياتي كان بفضله بقوته بمحبته لا فضل ولا افتخار لي أنا.
أتستغرب أخي و أختي إذ قلت أني مغربي أمازيغي مسيحي؟!! كيف يكون هذا؟ ولماذا وماذا يريد هذا؟؟
أسئلة كثيرة قد تطرحها وقد طرحتها أنا قبلك في جهلي الذي كنت أحسبه حكمة من قبل. ولكن لكل هذه الأسئلة جواب شافي وكاف. ولكن مهما قلت وأخبرت عن المسيح لن يكون هذا إلا جزء بسيط لا يعبر عنه حق التعبير. فالمسيح هو يشهد عن نفسه، حياته تشهد عنه، كلامه يشهد عنه. والأفضل أن تتعرف عليه من خلال كلامه هو وشهادته هو في كلمته الطاهرة: الانجيل.
كثيرا ما أتساءل لماذا لا يهتم البعض بمصيرهم الأبدي؟!! لماذا نحب كبشر الدنيا ونميل للشر؟؟ هل ندرك حقا كم يكره الله الخطية والذنوب لما تسببه لنا من متاعب ولأنها تفصلنا عنه. لو أدركنا هذا لأتينا بدموع وقبلنا بفرح الحل الذي أوجده الله في المسيح لنا.
أخيرا، عزيزي القارئ، لماذا يخاف دعاة الأديان من الانجيل ؟! ولماذا يصادرونه في الأسواق؟ ولماذا لا يسمح لأحد أن يتحدث عنه كأنه حرام أو جرم؟ هل تساءلت لماذا هذا على الرغم من أنهم يعترفون فيه بأنه "كلمة الله" ! كيف يمنعونه عنا إذا؟؟ كيف يدعون بأنه محرف… يقولون بأن المسيحيين اتفقوا على أن يحرفوا كلمة الله، هل تصدق هذا أنت؟ هل تصدق لو قال لك أحد أن المسلمين قد اتفقوا على أن يحرفوا القرآن؟؟! أو هل تعتقد بأن الله بلا قوة أو قدرة أو رغبة ليسمح بأن تحرف كلمته؟؟ هل هو بلا قدرة ليحمي كلمته؟ ألا تعتقد بأن الله يعلم المستقبل عرف كيف يحمي كلمته ولهذا جاء بها لأنه عرف بأنها ستكون رسالته للبشر ولن يسمح لأحد أن يغيرها. فكر، ابحث...
إن كنت قد نقرت على وتر حساس فسامحوني… الحقيقة أحيانا صعبة. ولكن لا تنسوا أن الله يريد صالحنا فما هي إرادته لحياتنا وما هو لخلاصنا الأبدي. أصلي أن يفتح الله عيوننا كي نبصر خطايانا ونتعرف على نعمة الله من خلال يسوع المسيح. إني أحبكم ولكن ليس كما أو بقدر محبة الله لكم.
وفي الختام أختم بآية من الكتاب المقدس كلام الله: "توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت." سفر الأمثال الاصحاح 14 والعدد 12.
فهلا فحصت طريقك أخي، أختي ! ما هي نهايتها؟؟ |